کد مطلب:240905 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:127

انت أخی ما أطعت الله عزوجل
روی الشیخ الصدوق بإسناد له إلی یاسر قال:

«إنه خرج زید بن موسی أخو أبی الحسن علیه السلام بالمدینة و أحرق و قتل و كان یسمی زید النار، فبعث المأمون فأسرو حمل إلی المأمون فقال المأمون: اذهبوا به إلی أبی الحسن، قال: فلما أدخل إلیه قال له أبوالحسن علیه السلام: یا زید أغرك قول سفلا أهل الكوفة - إلی أن قال علیه السلام: - إن كنت تری أنك تعصی الله عزوجل و تدخل الجنة و موسی بن جعفر علیه السلام أطاع الله و دخل الجنة، فأنت إذا أكرم علی الله عزوجل من موسی بن جعفر، والله ماینال أحد ما عند الله عزوجل إلا بطاعته، و زعمت أنك تناله بمعصیته فبئس ما زعمت، فقال له زید: أنا أخوك و ابن أبیك، فقال له أبوالحسن علیه السلام: أنت أخی ما أطعت الله عزوجل؛ إن نوحا علیه السلام قال: «رب إن ابنی من أهلی و إن وعدك الحق و أنت أحكم الحكمین» فقال الله عزوجل: «ینوح إنه لیس من أهلك إنه عمل غیر صالح» [1] فأخرجه الله عزوجل من أن یكون من أهله بمعصیته». [2] .

لیس بین الله و بین عباده قرابة، و إنما القریب المقرب من قربته طاعة الله عزوجل، فقد روی الصدوق بإسناده عن الرضا علیه السلام: و من أحب عاصیا فهو عاص [3] و من أحب مطیعا فهو مطیع [4] و من أطاع ظالما فهو ظالم [5] و من خذل عادلا فهو ظالم؛ إنه لیس بین الله و بین أحد قرابة [6] و لاینال أحد ولایة الله إلا بالطاعة و لقد قال رسول الله صلی الله علیه و آله لبنی عبدالمطلب ائتونی بأعمالكم



[ صفحه 110]



لا بأحسابكم، قال الله تعالی: «فإذا نفخ فی الصور فلا أنساب بینهم یومئذ و لایتساءلون - فمن ثقلت موازینه فأولئك هم المفلحون - و من خفت موازینه فأولئك الذین خسروا أنفسكم فی جهنم خلدون» [7] .

سبق الذین القرابة، حتی قرابة الأخ التی هی أقرب من كل قریب و إنما الأخ الحقیقی الذین كما قال أمیرالمؤمنین علیه السلام «أخوك دینك، فاحتط لدینك یبما شئت» [8] و الخطاب لكمیل بن زیاد النخعی و لكنه یعم غیر و إن كان مورده ذلك قال الشیخ الأنصاری: «فی قبال الأخ الظاهری و قد یفسر الحدیث العلوی بأن الدین یجب أن یراعی كما یراعی الأخ و لیس هو كالأباعد»، [9] الأخ للأخ كالعضد من العضد، فلو لم یكن له أخ لم یكن له عضد و مع هذا لودار الأمیر بین الأخ و الدین فالدین هو المقدم علیه و الحدیث الرضوی النافی لأخوة زید العاصی غیر المطیع لله عزوجل ینطبق علیه العلوی الآمر بالاحتیاط فی الدین لأن مقتضی الاحتیاط [و هو من اتخاذ الحائطة للشی ء] التحرز من الأخ العاصی و اختیار المطیع لله عزوجل و إن لم یكن بأخ له فالحدیث العلوی و الرضوی یرمیان مرمی واحدا و هو تقدیم الدین و ما یقتضیه علی كل شی ء و علی كل أحد، فالقرابة و الرحم عند الدوران بینها و بین الدین بجب التحرز عنها نعم لابد من المصاحبة المعروفة مع الوالدین الآمرین للولد بالشرك كما قال تعالی: «و إن جهداك لتشرك بی مالیس لك به علم فلا تطعهما» [10] «و إن جهداك علی أن تشرك بی مالیس لك به علم فلا تطعهما و صاحبهما فی الدنیا معروفا». [11] .

و الشرك الذی هو أعظم المعاصی إذا أمر الوالدان أو أحدهما الولد به یجب علی الولد ترك طاعتهما فیه مع وجوب المصاحبة المعروفة إیاهما فی الدنیا، و من ثم نهی النبی صلی الله علیه و آله أن یقتل ابن عبدالله بن أبی المنافق أباه لقوله الذی حكاه الله فی القرآن الكریم: «یقولون لئن رجعنا إلی المدینة لیخرجن الأعز منها الأذل» [12] عندرجوعه من غزوة المریسع و هی غزوة بنی المصطلق سنة خمس من الهجرة یرید ابن أبی



[ صفحه 111]



بالأعز نفسه و أصحابه، و بالأذل رسول الله و أصحابه. ففی روایة «إن ولد عبدالله بن ابی أتی رسول الله صلی الله علیه و آله فقال یا رسول الله إن كنت عزمت علی قتله فمرنی أن أكون أنا الذین أحمل إلیك رأسه...». [13] فمنعه الرسول صلی الله علیه و آله أن یقتل أباه لالكونه غیر جائز بل إن قتل الولد الوالد موجب لقصر العمر.

و كیف كان إن الإمان لایجتمع مع الكفر و لاتجوز الموادة مع المحادین و إن كانوا من أمس أقرباء الإنسان قال تعالی: «لا تجد قوما یؤمنون بالله و الیوم الآخر یوادون من حاد الله و رسوله و لو كانوا ءاباءهم أوأبناء هم أوإخوانهم أو عشیرتهم». [14] .

و الرضا علیه السلام حجة الله علی خلقه كیف یواد زیدا المحادد و إن كان أخاه المودة مع الكافر منهیة من المؤمنین فكیف بأئمة المؤمنین علیهم السلام.

ثم الطاعة لله عزوجل تجب عقلا و نقلا، أما العقل فلوجوب شكر المنعم، و ما بنامن نعمة فمن الله تعالی و للزوم دفع الضرر المحتمل بترك الطاعة فضلا عن مظنونه أو مقطوعه فالبرهان العقلی قائم علی وجوب الطاعة، و أما النقل فقد روی طاووس الفقیه حالات السجاد و كلماته و من مناجاته:



أتحر قنی بالنار یاغایة المنی

فأین رجائی ثم أین محبتی



أتیت بأعمال قباح ردیة

و ما فی الوردی خلق جنی كجنایتی



قال علیه السلام: خلق الله الجنة أطاع و أحسن و لو كان عبدا حبشیا، و خلق النار لمن عصاه و لو كان ولدا قرشیا. [15] .





[ صفحه 112]




[1] هود: 46 - 45.

[2] عيون الأخبار 237 - 236/2 و في البحار 218:49 و 221: «فإذا عصيت فلا إخاء بيني و بينك».

[3] حرف الميم مع النون.

[4] حرف الميم مع النون.

[5] حرف الميم مع النون.

[6] حرف اللام مع الياء.

[7] المؤمنون: 103 - 101، و عيون الأخبار 237:2.

[8] أمالي ابن الشيخ الطوسي 109:1 و الوسائل 123:18، و حرف الهمزة مع الخاء من الأمثال و الحكم العلوية، مخطوط.

[9] الرسائل 197، مبحث البراءة، في رد ليل الأخباري، طبع القطع الوزيري.

[10] العنكبوت: 8.

[11] لقمان: 15.

[12] المنافقون: 8.

[13] تفسير الصافي 705:2، و تفسير البرهان 338:4، و تفسير نور الثقلين 334 - 333/5.

[14] المجادلة: 22.

[15] تفسير نور الثقلين 564 - 563/3، نقلا من كتاب المناقب لابن شهر آشوب.